السبت، 20 سبتمبر 2014

عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !

عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !

prisoner-hands
يهدف السجن أولاً وأخيراً لتحسين سلوك السجناء، وإعادة تأهيلهم للإندماج مع المجتمع بشكل سليم ، لكن ما يحدث في الواقع عكس ذلك تماماً !
لن أتطرق هنا للحديث عن إنتهاك حقوق السجناء، والمعاملة الغير آدمية لهم، وما إلى ذلك من حقائق مؤسفة للغاية، ولكن سنستعرض هنا جانب آخر وهو؛ الأفكار التي تطبقها بعض الدول لتخفيض فترة العقوبة للسجناء ..

# الحياكة من أجل الحرية

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
البرازيل لديها اكثر من 200 الف سجين، العدد ليس كبير مقارنة بدول أخرى، ولكن للحد من أعمال العنف والشغب بين المساجين، يتم تعليمهم أي مهارة أو عمل مفيد.
بالإضافة إلى ان تدريبهم وتعليمهم  أعمال جديدة ، يحد من احتمالية عودة السجين مرة أخرى إلى السجن بعد خروجه، فهذه المهارة تكون له المهنة ومصدر الدخل  بعد خروجه وحتى يقف على قدماه من جديد .
في البرازيل كي تقلل مدة عقوبتك عليك تعلم الحياكة، ومقابل كل ثلاثة أيام عمل يتم تخفيض يوم من المدة ،عمل بسيط ولكنه غريب قليلاً.. أليس كذلك ؟

# اليوغا طريق آخر للحرية

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
النظام القضائي في الهند يعرف بأنه أوشك على الانهيار التام ، ف 70٪ من السجناء لم يحكم عليهم، ومنهم من ينتظر فرصته في المحاكمة منذ سنوات .
هذا الكم الهائل من الناس أسفر عن زيادة الاعداد داخل السجون بشكل مضاعف، لذلك تسعى الحكومة لتشجيع السجناء على تعلم المهارات والمهن المختلفة للتقليل من مدة العقوبة.
ثمن الحرية في الهند بسيط وممتع للغاية، وهو تعلم رياضة اليوغا، حيث يتم حذف 5 أيام من المدة، لكل شهر مارست فيه اليوغا ،فضلاً عن انها تعلمهم كيفية ضبط النفس، والتخلص من الأفكار السلبية وشحنات الغضب والعنف التي تعتريهم.

# الكتابة بوابة الخروج من السجن

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
نعود مرة أخرى إلى البرازيل، تعتمد الفكرة هذه المرة على كتابة التقارير، حيث يمكن للسجين اختيار مجموعة متنوعة من الكتب في مختلف المجالات؛ كالأدب، الفلسفة، علم النفس، والتاريخ؛ ثم كتابة تقارير مختصرة عن كل كتاب قرأه .
ومقابل كل أربعة تقارير يتم خفض يوم من المدة، ولابد ان تكون هذه التقارير خالية تماماً من الاخطاء، ومكتوبة ومنسقة بشكل جيد.
برأيي؛ الفكرة مذهلة، تغيير أفكارهم ومعتقداتهم هو الطريق الصحيح لتقويمهم، وهذا لن يأتي إلا بالقراءة والمعرفة، فضلاً عن ان هذه الطريقة سيتفيدهم حتماً في تعلم الكثير من مهارات الكتابة.

# القيام بأعمال النظافة

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
أمريكا لديها اكبر عدد سجناء في العالم ، حيث يصل العدد إلى أكثر من 2 مليون و200 ألف سجين ، فمن بين كل 100 ألف مواطن، يوجد حوالي 730 سجين.
لذلك لا غرابة في أن الدولة تبحث عن أي طريقة للتقليل من اعداد السجناء، فمثلاً من يقوم بأعمال النظافة داخل السجن يتم تخفيض مدته على حسب عدد الساعات التي عمل بها، لكن الفكرة غير مقبولة لمعظم السجناء.
بالطبع هى مقززة، ولكن الأسوأ من ذلك التعامل مع كافة السجناء أمر مرعب بالنسبة للبعض.

# حفظ القرآن

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
أما بالنسبة لحماس حركة المقاومة الإسلامية في غزة ، الأمر مختلف تماماً، فلا يتطلب تنظيف المكان، ولا الحياكة ، فقط قم بحفظ 5 أجزاء من القرآن لتقليل مدة العقوبة عام كامل !
الفكرة مختلفة ومن أرقى الأساليب المتبعة هنا ، وتعتمد في أساسها على الهدف الأساسي للسجون وهو تهذيب النفوس وإصلاحها، وليس إذلالها وإخضاعها .

# سنوات عمرك قد تشفع لك

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
عودة أخرى لأمريكا صاحبة أكبر عدد سجناء في العالم، في عام 2013 أعلن المدعي العام إريك هولدر أن أي سجين يبلغ من العمر 65 عاما وأكثر، بالإضافة إلى كبار السن الذين مضى على سجنهم 10 سنوات ، يمكنهم الخروج دون إكمال ما تبقى من المدة.
وذلك لأن تكاليف الرعاية الصحية الخاصة بهم باهظة ، مما تمثل عبء على الدولة وإستنزافاً لمواردها كما صرح إريك هولدر.

# بناء السكك الحديدية

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
في عام 1890 بدأت روسيا إنشاء السكك الحديدية من موسكو إلى الساحل الشرقي، وبسبب ظروف العمل القاسية ، تهرب الكثير من العمال .
لذلك قررت روسيا الإستعانة بالسجناء، فكانت ترسلهم بدلاً من العمال، والمقابل هو تقليل يومين من مدة عقوبتهم لكل يوم عمل ، مما شجع الكثيرين من السجناء على العمل فبهذه الطريقة ستخفض فترة العقوبة للنصف .

# االجيش هو الحل

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
إلى أمريكا مرة أخرى، في عام 1970 كان من يواجه القضاء ويتم الحكم عليه ، يُخيّر ما بين قضاء فترة العقوبة في السجن، او الإلتحاق بالجيش.
يقال الآن ان هذا القانون تم وقف العمل به، وهذا غير صحيح، ففي عام 2006 عندما حكم القاضي على “مايكل غيرا” بالسجن لإعتداءه على فتاة، خيّره ما بين ان يقضي فترة عقوبته في السجن، او ان يلتحق بالجيش، فاختار الإنضمام للجيش ولكن الجيش رفض قبوله، حيث يتم رفض من يتقدم للجيش تحت وطأة الإكراه أو هرباً من بالسجن ، ورغم  ذلك، يعترف مسؤولون عسكريون أن هناك بعض الحالات يتم قبولها بالفعل.
في رأيي؛ فكرة إنضمامهم للجيش أفضل طريقة لتهذيبهم وإصلاحهم.

# المخابرة في السجون الأمريكية

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
المخابرة في السجون الأمريكية وسيلة جديدة لتخفيض مدة العقوبة، بالإضافة إلى كونها سلعة قابلة للتداول .
على مدار خمسة أعوام قام ما يقرب من 50 ألف سجين بتخفيض فترة عقوبتهم، عن طريق إصطيادهم لمتهم آخر في الخارج.
هذا غير انها سلعة رابحة جدا، ففي عام 2012 قام سجين بالإدلاء بالمعلومات الكافية لمسؤولي السجن عن مجرم في الخارج مطلوب للعدالة، كما نجح في إصطياده ،وكان المقابل 250 ألف دولار !

# معركة السجن

 عندما تُحوّل بعض الدول سجنـاءها من مُجـرمين .. إلى مُنتجيـن !
لا يوجد مكان سييء السمعة أكثر من بانكوك هيلتون، السجن الشهير في تايلاند، يطلق عليه السكان المحليون “النمر الكبير” وذلك بسبب موت الكثيرين خلف أسواره.
في كل عام يقام برنامج في هذا السجن يسمى ” معركة السجن” وهو عبارة عن تدريب لتعليم السجناء فنون القتال، وبعد الإنتهاء من الفترة التدريبية ، تقام بطولة تسمى ” معركة السجن” وفيها يتم القتال بين سجين تايلاندي ، وآخر أجنبي، وفي حالة فوز السجين التايلاندي، يقوم مدير السجن بتخيفض مدته .
بالطبع هذه الفكرة من أبشع ما يمكن، تحريض صريح وتشجيع على العنف، وكأنها تعد السجناء كيف يكونوا أكثر إجراماً !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق