الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

لقاء معا النجم ميلود العمروني


“خرف يا شعيب” و”شيع وطي” و”المستشفى” .. مسرحيات أخافت نظام القذافي

2013/02/04
من الدار البيضاء .. ميلود العمروني لليبيا الجديدة
بماذا ينشغل حالياً الفنان ميلود العمروني؟
حالياً أقوم بتسجيل برنامج في المملكة المغربية مع قناة “ميديا 1″ بعنوان “جاري يا جاري”، وهو برنامج مغاربي يضم مجموعة من الفنانين والإعلاميين من ليبيا وتونس والمغرب والجزائر وموريتانيا، وفي كل حلقة فكرة مختلفة، ومن ضمن تلك الأفكار التي يتم تصويرها هي الزواج في دول المغرب المغربي بالإضافة لظاهرة تقييد الأحوال (التقصقيص) وغيرها من المواضيع الأخرى، ومعي في البرنامج مجموعة من الفنانين المغاربة منهم الممثلة “سليمة عبادة” من الجزائر، والإعلامية والمدونة من جمهورية تونس السيدة “إيمان”، ومن موريتانيا دكتور القانون “صاو مامادو”، بالإضافة لشابين مُمثلين في الكوميديا من المغرب وهم “يوسف القصير” و”حمزة الفيلالي”، إلى جانب المذيعة المعروفة “كوثر” التي سبق وأن عرفها الجمهور من خلال قناة نسمة التونسية، .. وهذا البرنامج يتم تسجيله بواقع أربعة حلقات في كل شهر، وسيستمر التصوير إلى شهر يونيو من هذا العام، وسيتم عرض أولى حلقاته مع منتصف شهر فبراير القادم.
كيف تقيم الساحة المسرحية في ليبيا؟ وهل من ضرورة لتفعيل المسرح خصوصاً في هذه الفترة لمعالجة بعض القضايا المهمة في بناء الدولة؟
الآن هناك معاهد تُدرس الفن المسرحي، ولم يعد هناك أشخاص مثلنا من يمثلوا بالمجان ودون أي مقابل، ويصبر من أجل العمل المسرحي للرفع بالفن الليبي، وضرورة وجود ليبيا في كل المحافل الفنية الخارجية .. فنحن في السابق كنا نذهب للمشاركة في المهرجانات الفنية على حسابنا الخاص دون انتظار أي دعم من الدولة، رغم أننا كنا نتعرض للمساءلة عن كيفية مشاركتنا دون علم الدولة، ومن أعطانا الإذن بذلك، وغيرها من الأسئلة والتحقيقات، وأعتقد بأن الجيل الجديد الآن له مطلق الحرية بأن يشارك في كل المحافل ويثبت وجوده، ولكن في غياب المهرجان المدرسي والمعاهد الحقيقية لفن المسرح وكل الأكاديميات التي تُعلم  وتُخرج هذه المواهب يصبح من الصعب تقييم الفن الليبي حالياً، خصوصاً فيما يخص النظرة المادية التي تقود البعض، بالإضافة لطلب بعضهم أدوار البطولة وأين سيكون اسمه مكتوباً، وهذه إشكالية قد يواجهها الجيل الجديد وقد تؤثر سلباً على الحركة الفنية .. فنحن كنا لا نعير اهتماماً لكل هذه الأمور، فهمنا الوحيد أن نمثل ونعمل من أجل الفن ومن أجل ليبيا  ومثلما يقول المثل (إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع).
نفهم من ذلك لكي نحافظ على موروثنا المسرحي ومشاركاتنا الفاعلة بين الدول ضرورة وجود المرجعية أمثالكم؟
الجيل المخضرم والواعي بمفهوم الفن من المفترض ألا يترك الساحة حتى وإن هاجرها الكثيرون، لأنه مرجعية للجيل الجديد الذي سيستمد طاقته منه ويتعلم كيف يثبت خطواته على قاعدة فنية صحيحة، وللأسف هناك بعض الفنانين ابتعدوا لظروف خاصة بهم بعد الثورة، واعتقدوا بأنهم اشتغلوا مع العهد البائد، مع أن من عمل كان يعمل لأجل ليبيا وليس لأجل أفراد، وحتى إن قدمنا أشياء في السابق كانت من أجل أن نخرج ونثبت وجودنا ويشاهدنا الناس، ويسمع أبناؤنا لهجتنا، فمن العيب أن نفتح قنواتنا ونشاهد الأعمال المصرية والخليجية والأردنية وهي قنوات ليبية ولا يكون لدينا نصيب فيها من العرض والمشاهدة، وهذا ما كان يتبعه نظام القذافي، فنظامه كان محارباً ماهراً للفن الليبي.
قدمت العديد من الأعمال الجريئة التي تنتقد نظام القذافي مباشرةً لعل أبرزها مسرحية المستشفى وخرف يا شعيب، فكيف كانت تلك المواجهة؟
في الحقيقة ولكي أكون صادقاً مع ليبيا الجديدة بأنه كان هناك مجموعة فنانين من المتطوعين وأحياناً زملاء، يقومون بكتابة تقارير ضدي وهذا باعتراف من الجهات الأمنية التي طلبت التحقيق معي بناءً على معلومات تلقتها من أحد الزملاء وتقول بأنها ليس لديها العلم بالمسرحية لولا وشاية الزميل فلان وهذا هو المؤسف في الموضوع، فأكثر المسرحيات التي قُدمت ضدها تقارير هي مسرحية “خرف يا شعيب” و”شيع وطي” و”المستشفى” الأخيرة التي وصل عدد التقارير فيها إلى  15 تقرير من مدينة بنغازي، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الحافظ من هؤلاء، واستطعت الرد على كل الأسئلة التي وجهت لي من الجهات الأمنية وأولها اتهامي بأنني كثير الكلام وأنتقد النظام في المسرحيات التي أقدمها، وكان ردي لهم بأننا في عصر الحريات، وهذا الوتر الذي لعبت عليه معهم لأنهم كانوا يدعون الحرية، (واللي يعطيك حبل كتفه بيه) وقلت لو لم أتحدث الآن فمتى سأتحدث؟ هل عندما كانت إيطاليا تشنق أجدادنا وآباءنا من أقدامهم؟ فاتهموني بأنني مُستغل من قِبل المعارضة الليبية في الخارج، وحينها قلت لهم لماذا لم تستغلوني أنتم؟ فالعمل الذي قدمته كان لكم وليس للمعارضة، وهذا الحوار الذي حصل بيني وبينهم، وكان وجهة نظري مقنعة بالنسبة لهم، وأقاموا لي حفل عشاء مع مبلغ مالي بقيمة 1000 دينار، وبعدها رجعت للبيت وعرفت بأن المسرحية لابد من عرضها لأنه لو تم إيقافها سيتم في كل مرة إيقاف عمل معين، والحمدلله مررنا العروض وحاولنا من خلالها توعية الناس وضروري من الانتفاضة للإصلاح.
كيف تفسر ما فعله هؤلاء الزملاء؟
النفس أمارة بالسوء، فقد يكون ذلك الفعل من باب الغيرة، أو يعتقدون بأنهم قد يحصلون على مكانة في الدولة، وكل شخص وتفكيره، ولكن الحقيقة نحن لم نكن نشكل خطراً على الدولة مثلما اعتقد البعض منهم، فلو كانت الدولة تتابع ما نقدمه من نقد لها في المسرح واهتمت بالصحة والتعليم والشباب ربما لم تكن هناك ثورة، ولكن الحمدلله ربنا عماهم عن هذه الأشياء لينالوا جزاءهم، وتنتفض هذه الثورة المباركة.
بعض الفنانين طالبوا بالتحقيق مع زملائهم الفنانين الذين عملوا في قنوات القذافي فترة الثورة، بينما البعض الآخر طالب بإعدام جزء منهم، أنت كزميل لهم بماذا ترد؟
أنا لدي وجهة نظر خاصة بي، ودائما أقول الفنان لا تأخذ منه كل شيء لأنه إعلامي، فأنا أحياناً أخرج أتحدث عن قصة حب رومانسية، وفي الوقت الذي لدي فيه منزل وزوجة وأبناء، ولست بحاجة لهذا الحب، ولكن أنا ممثل أؤدي رسالة كتبها إنسان وأخرجها إنسان وأنا من يجسد فحواها، فحينها أحاول أن أتقن هذا العمل بإعتباري ممثلاً بالدرجة الأولى، ومهنتي باب رزق بالدرجة الثانية، فهؤلاء الناس أحياناً يقولون أشعاراً لا يحسون بها أو يقولون أشياءً قد تكون تحت الضغط النفساني أو المادي، وهذا ينطبق حتى على المطربين فنجد بعضهم يغني لشخص معين، وهذه يعتبرها فرصة بالنسبة له ليخرج على الشاشة ويراه آلاف الناس .. ونحن أيضاً كنا نشارك بعروض في مهرجان يسمى بمهرجان النهر الصناعي العظيم، ولكن لم يكن هدفنا هو النهر العظيم بل هدفنا هو العرض للجمهور وتوصيل رسالة فنية للناس، بالإضافة لمهرجان الفاتح أيضاً شاركنا فيه بهدف التمثيل والخروج للجمهور بأعمالنا، ونُشعر الشارع الليبي بأننا على تواصل معه، مثلما يقول المثل في مدينة بنغازي (بسبلة نهار العيد)، وكنا نستغل في كل تلك المناسبات لإقامة المهرجانات المسرحية وورش العمل.
وبصراحة الفنانون الذين خرجوا في فترة الثورة مع نظام القذافي فقد أساؤوا لأنفسهم قبل أن يسيؤوا للدولة، وأنا على يقين بأنهم نادمون على فعلتهم، وحتى لو خرجوا على الشاشات لن يتقبلهم الجمهور، ولكن لو وضعت نفسي في مكانهم وكنت محاصراً في طرابلس مثلما كانوا محاصرين لربما قلت أكثر وأخطر منهم، فلابد أن نضع أنفسنا في مكانهم ونحس بإحساس الآخرين لنحسم الموقف.
لو تقابلت معهم هل تتحدث معهم وكأن شيئاً لم يكن؟
عادي جداً.. لو قابلتهم أصافحهم وأعانقهم وأتحدث معهم فهم في نهاية الأمر ليبيون حتى وإن أخطؤوا، فالخطأ وارد من أي إنسان، ولكن تضل قناعات الأشخاص في النظام وكأنها كرة قدم، وكل مشجع يريد فريقاً معيناً، واختلاف وجهات النظر لا تُفسد للود قضية، ونحن نعتبرها من باب الديمقراطية، هم أحرار في قناعاتهم واتجاهاتهم، وهذا طبعاً فيما لا يتعارض مع مصالح ثورة 17 فبراير.
هل تعتقد بأن غيابهم يؤثرسلباً على الحركة الفنية؟ أم أن العجلة مستمرة بهم أو بغيرهم؟
الفن لا يتأثر أو يقف بغياب فنان معين، فالكثير من عمالقة الفن الليبي الذين كانوا مدرسة للمسرح والدراما قدغادروا الدنيا وانتقلوا إلى رحمة الله، ومنهم من اعتزل ولكن العجلة الفنية لا تزال مستمرة لم تتوقف، فولادة الفن دائماً مستمرة بولادة الأجيال، ولكن للأمانة هؤلاء الناس يكتسبون من الخبرة الفنية التي تساهم في البناء الفني، وكان بالإمكان الاستفادة من تجربتهم، ولكن وقوعهم في هذا المأزق الذي لا يحسدون عليه قد أساؤوا لأنفسهم بالدرجة الأولى، وتعتبر خسارة للفن، وحتى بوجود الجيل الآخر سيحتاج لفترة من السنوات لاكتساب خبرة هؤلاء الناس، ولهذا قلت في بداية الحديث ضرورة وجود المعاهد والكليات لتعليم أصول الفن الصحيحة، وضرورة عودة المهرجان المدرسي لاكتشاف مواهب تغطي العجز الفني الموجود، ولكن لا يوجد أحد يحل محل الآخر، ولا يوجد شخص يقول لو غبت عن الحركة الفنية ستقف.
بإجابة صريحة مع أو ضد محاكمة هؤلاء؟
لا نحاكمهم .. فهؤلاء فنانون والفنان بشر يخطئ ويصيب، فأحياناً ما يقوله ليس برأيه وإنما رأي القناة أو الصحيفة أو جهة معينة.
أين دور النقابات الفنية التي تحفظ حقوق الفنان؟
في بنغازي أسسنا أول نقابة للفنانين بعد ثورة فبراير، وقمنا بمهرجان بنغازي للفنون الأول في شهر مارس الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وعرض في هذا المهرجان 8 مسرحيات وتم تكريم العديد من الشخصيات الفنية، عن كل جانب من الجوانب الفنية، منهم الفنان الكبير الإذاعي “عبدالفتاح الوسيع”، وفي الفترة القادمة سيكون لدينا انتخابات جديدة للنقابة لأننا الآن نعتبر نقابة انتقالية، وسنعلن بانتخاب نقاباء عن كل شريحة فنية، ونتمنى أن تُفعل النقابة العامة في الفترة القادمة.
بماذا نختم حوارنا وتفاؤلنا بالمستقبل؟
نحن مسلمون وأهل سُنة وحثنا نبينا على التفاؤل، ولهذا أدعو الشعب الليبي للتفاؤل وأن يزيحوا العبوس الذي على وجوههم، وأن يبتعدوا عن بعض الألفاظ فالشعب السوداني رغم الفقر والهم تجده يردد “الله كريم” بينما الشعب الليبي يردد “الله غالب” مع أنهم أفقر من الشعب الليبي، فلماذا لا نضع التفاؤل دائماً بين نصاب أعيننا!.
حاوره/ علي خويلد    منقوووول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق